الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر: حول رسالة السيد منذر الزنايدي المفتوحة لرئيس الدولة

نشر في  23 مارس 2024  (21:09)

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
 
لم اكن لأكتب تعليقي هذا لولا قناعتي أنّ باعث الرسالة المفتوحة تلك لقيس سعيد انّه يُعدّ نفسه ، او يُعدّونه(داخليا و خارجيا)، ليكون منافسا للرئيس الحالي، وذاك من حقّه. ينتقد الرئيس في كثير من تصرفاته و مواقفه و تصريحاته والحق هو مصيب فيها و الكثيرون غيري يشاركون الزنايدي رأيه، من استفراد متصاعد بالسلطة بعد وضع دستور على مقاسه، وخطابه الشعبوي وحدّيته في مخاطبة أو تهديد من يراهم ، عن حقّ او تخيّل، مفسدين ومتآمرين عليه وعلى الوطن، ويمكن أن نستسيغ كذلك انتقاده للرئيس في التعامل مع القضايا المطروحة و عجزه عن الذهاب بها الى منتهاها بالفصل ( القضايا المطروحة امام المحاكم مثلا) أو الإصلاح و التدبّر للخروج بها ممّا تردّت فيه من تأزم( مشاكل الشركات العمومية او استشراء الفساد او الشهائد المزورة...) .
 
لكن المهم و الذي أخطأ فيه السيد الزنايدي، في ظني، هو أنّه يحمّل مسؤولية تدهور الأوضاع الراهنة والقائمة في البلاد في جميع مستواياتها الاقتصادية و المالية والاجتماعية وحتى الأمنية والتعليميّة ، يحمّلها للرئيس ولحكومته وحدهما و يتغاضى ( و هذاليس نسيانا) عن أن قيس سعيد وصل الحكم في 2019 و البلاد على شفى الانهيار من عشرية حكم الاخوان و عصابات المافيا الجديدة و القديمة و جحافل الانتهازيين و المسترزقين من السياسيين و المصطادين في كل المياه.صحيح قيس سعيد ، لأنه هو ذاته قال و يقول أنه ليس له برنامجا مسبقا و برنامجه هو ما يريده الشعب ( الشعب يريد).
 
 
بتعبير آخر رئيس بدون بوصلة ، وان كانت نيته طيبة، يريد الإصلاح دون أن يعمل على تشريك من لهم الكفاءة و القدرة و التجربة على انقاذ البلاد ، و حتى للاستماع لهم... نظافة اليد و التوق للخير ، خلتان جميلتان ، لكنهما لا يصنعان سياسة دولة مجدية ولا يبنيان اقتصادا يلبي ترقبات مواطنيها.
 
يسكت السيد الزنايدي عن مسؤولية حكم الاخوان وحلفائهم في ما آلت اليه أوضاع البلاد وهو ليس نسيانا بل تبرئة ذمة للنهضة وتوابعها و ما كلامه عن الوحدة الوطنية و ضم كل القوى الا تعمية عن برنامج سياسي غايته اعادة تدوير الاخوان ومن هم في ركابهم والعودة بالبلاد لصورة ما كانت عليه قبل 25 جويلية 2021.
 
كذلك لا يخفى ان ترشيح هذا الوزير التجمّعي السابق هو ضربة في جنب الحزب الدستوري الحر و مرشحته عبير موسي والتي تبقى، داخل السجن او خارجه، المنافس الأكبر والجدي لقيس سعيد في انتخابات رئاسية قادمة.
 
في رأيي كمواطن فرد أنّ رئيسا قادما ( مرشحا) ليس له الشجاعة و القدرة على تشخيص الواقع التونسي بكل موضوعية وبدون حسابات الربح و الخسارة، وكشف أسباب العطالة سياسات و افراد، كشف يتمكّن من خلاله من تقديم حلول واقعيّة و مبتكرة وشجاعة للخروج بالبلاد من ازمتها، فانه سيعيد انتاج القائم وربما للأسوء.